على حينِ كبرياءْ .. !

على حينِ كبرياءْ .. !


مصافحتي الأولى ... و قد آثرتُ أنْ أصافحَ أرواحَكم بها لأنها الأقربُ إلى نفسي ...



مِنْ ظِلِّ تُفّاحاتِيَ الحَمْرا إِلى تِلْكَـ الحَصاهْ

وَقَـفَ الحَـنــيـنُ مُلَطَّخاً بِنَزيفِ جُــــرْحِ الكِــبْـرِياءْ

وَقَفَ الحَنينُ و ما لَهُ إِلا البُكاءْ

عَجَباَ لَهُ .. !

لازالَ يَجْثُو صـــامِتاً حتّى نَفاهُ الانْـتِـــظـارْ

ليَتِيهَ بُعْداً في غَياهِبِ الاحْتِظارْ

و بِحَــسْـرةٍ حَـمَــلَـتْ كِــلا كَتِفَيْهِ قيثـاراتِهِ الثَّــكْـلى

فَتَجَمَّدَ الحَرْفُ الحَزينُ عَلى الشِّفاهْ

عَجَباً لَهُ و لِمَنْ هَواهْ .. !

يا نَفْسُ عُذْراً إِنْ سَكَبْتُ الكِبْرِياءَ مِنَ الكُؤوسْ

يا نَفْسُ عُـذْراً إِنْ طَحَنْتُ مَلامِحي بَيْدَ احْتِواءِ الرَّاحِلينْ

يا نَفْسُ عُــذْراً والسَّلامْ

ثَوْبُ المَهــــانَةِ لَنْ تَرَيْهِ مُجَدَّداً

لَنْ تَرْتَديهِ كَرامَــتي رَغْمَ الوَفـــــاءْ

رَغْمَ الحَنينِ و ذُلِّهِ

رَغْمَ الإِخــاءْ

رَغْمَ اليَــراعْ

رَغْمَ الفُـــؤادِ وما جَناهْ

أَنَا نَخْلَةٌ دوني و دونَ مَلامِحي أَلْفا ذِراعْ

أَنَا ضِحْكَةٌ مَخْنوقَةٌ وَسَطَ الزُّحامْ

أَنَا دَمْعَةٌ يَحْكِي وَ يَصْمُتُ ثَغْرُها صُبْحاً مَساءْ

أَنَا كُلُّ أَسْرابِ الحَمــامْ

بَلْ لَسْتُ إِلا طِفْلَةً في جَوْفِها أَصْـــدافُ أَسْئِلَةِ الجَـــفاءْ

صَمْتي يُذِيبُ فَصاحَـتي في كَأْسِ حُلْمٍ قَدْ رَحَلْ

نَزَقي يُفتِّتُ حُرقَـتي عَبَثاً على قَلَقِ المِياهْ

وحِكايَتي مَبْتورَةٌ

هَلْ كَيْفَ يَبْتِرُها الزَّمانْ .. ؟!

هِيَ لَمْ تَزَلْ روحاً عَلى قَيْدِ الحَياةِ بِلا حَياهْ .. !

هَلْ كَيْفَ يَجْعَلُها هَباءْ .. ؟!

وهُنا الإِجابَةُ في فَمٍ غَرِقَ الكَلامُ بِصَمْتِهِ

فَحِكايَتي

أَبْطالُها رَحَلوا لِذا لَمْ تَكْتَمِلْ .. !

قَدْ غَادَروها بَعْدَ ما اخْتَلَسوا الثَّواني والأَماني والضِّياءْ

قَدْ مَزَّقـوا وِداً خَتَمْناهُ مَـعـاً فيما مَضى

قَدْ بَعْثَروا أَشْــلاءَهُ في وَجْــهِ أَوْفـى الأَصْـــدِقـاءْ

لكِنَّهُم جَهِلوا بِأنَّ عُطورَهُمْ عَلِقَتْ بِأَشْلاءِ الذي قَدْ مَزَّقوهُ عَلى وَجَلْ

عَجَباً لَهُمْ و لِعِطْرِهمْ .. !

حَمْداً إِلهي قَدْ نَسيتُ عُطورَهُمْ ونَسيتُ حُزْناً قَدْ خَنَقْ

صِدْقاً تَلَأْلَأَ في العُيونْ

أَوْ رُبَّما باتَ التَّناسي سَيِّدي كَيْ لا تُمَزِّقَني الظُّنونْ

والذِّكْرَياتُ قَتَلْتُها شَنْقاً بِحَبْلِ الكِبْرِياءْ .. !

و رَمَيْتُ جُـثَّـتَها بِجُبٍّ قَدْ نَسيتُ مَكانَهُ

و حَرَقْتُ جُثْمانَ الحِكايَةِ في ثَوانٍ لَمْ تَزَلْ

تَبْكي ... تُعاتِبُ ... تَرْتَجي أَلا أَكونَ كَما الجَـــمادْ

فَإِلى اللِّقاءِ أَخَيَّتي بَلْ لا لِقاءْ !

وتَذَكَّري أَنِّي هُنا أَرْجــو الرَّحيــمَ بِأَنْ تَكوني في هَناءْ

بالرَّغْمِ مِنْ كُلِّ التَّفاصيلِ التي تَغْتالُني .. !

شكرا

العفو